يتناول البحث موضوع التناسق في أبعاد المواطنة فكراً وسلوكاً ووجداناً لدى فئة الشباب الجامعي، ضمن توجه كل من هذه الأبعاد نحو ماضي وحاضر ومستقبل مجتمعه الذي ينتمي إليه. اعتمد البحث المنهج الوصفي التحليلي، واستخدم الباحثان مقياساً صمماه انطلاقاً من الأبعاد المذكورة. اعتمد الباحثان نسختين للمقياس، تقوم الأولى منهما على سؤال المفحوص عن مدى انطباق العبارات عليه نفسه (التقرير الذاتي)، بينما قامت النسخة الثانية بتوجيه السؤال للمفحوص ليقوم بوصف سلوك زملائه من الطلبة (وصف الزملاء). تم التأكد من صدق المقياسين وثباتهما. ضمت عينة البحث 199 طالباً وطالبة من سنوات الدراسة الأربعة في الكلية التطبيقية في مدينة نزوى تم اختيارهم بالطريقة العشوائية. وقد دلت النتائج على وجود ميل في التوجه الزمني نحو الماضي بالدرجة الأولى، تلاه الحاضر، وحل التوجه نحو المستقبل بالدرجة الثالثة، وكانت الفروق بين المتوسطات دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة 0.000 باستخدام معامل Wilks’ Lambda. لم تظهر فروق دالة في المتوسطات العامة لأبعاد المقياس (المكون المعرفي، الوجداني، والسلوكي) ولا في توزعها على الأبعاد الزمنية تبعاً لسنوات الدراسة. من جهة أخرى، دلت النتائج على وجود فروق دالة إحصائياً بين نسختي المقياس (التقرير الذاتي مقابل وصف الزملاء) على البعدين الانفعالي والسلوكي لصالح التقرير الذاتي. أما بالنسبة للبعد المعرفي فلم تكن الفروق المرصودة بين التقرير الذاتي مقابل وصف الزملاء فروقاً ذات دلالة إحصائية. تدل هذه النتائج على أن استخدام مقاييس التقرير الذاتي في قياس المواطنة لدى الأفراد هي أقل موثوقية من مقاييس وصف المفحوصين لزملائهم الطلبة.