مبدأ الإحسان العالمي وأثره في تكوين الإنسان وبناء الحضارة

د. الــحَســــن شجيـــد

الملخص يعالج الموضوع قضية الإحسان من منطق إسلامي صرف، وتروم فكرته الأساس الجواب عن سؤال مفاده: كيف ينظر الإسلام إلى الإحسان إلى غير المسلمين؟ ولا شك أن إثارة هذا السؤال لتتفرع عنه أسئلة أخرى تروم النظر في عالمية الإحسان التي يؤسس لها المنطق الإسلامي والتي تخالف في تصورها منطق العمل الخيري في بقية التشريعات. وتبعا لذلك، فالموضوع يستقي أهميته إذن من كونه يؤسس لمنطق إسلامي ناجع في التعامل مع غير المسلمين، ويستدعي للبرهنة على نظرته تلك جملة من النصوص المؤسسة في أصول الشريعة الإسلامية ومقاصدها وشاهد التاريخ، فكانت نبراسا لبحث جملة من الفرضيات من قبيل: شمولية الإحسان في المنطق الإسلامي من عدمه - التخفيف من حدة الأزمات والصراعات البشرية بفضل منطق الاسلام في الإحسان- الإحسان بالمنطق الإسلامي جسر يصل الحضارات ببعضها والإنسانية ككل. وانتهج البحث طريق التتبع والتحليل والمقارنة في تحليل بياناته، فساق موارد التأسيس لمنطق الإحسان العالمي من أصول الشريعة الإسلامية، وأخضعها لمنطق التحليل والتوصيف مسترشدا بنماذج العمل الخيري تجاه غير المسلمين على مر التاريخ قوليا كان أو فعليا، وقارنه بمنطق الإحسان عند الآخر المخالف. ليستخلص من ذلك مدى نجاعة منطق الإحسان الإسلامي في تكوين الإنسان المشبع بقيم التعايش والإعمار القابل للتأثير في مد جسور الاتصال بين الحضارات. وهكذا انتهى الموضوع إلى تقرير نتائج أهمها: - التأكيد على عالمية الإحسان والعمل الخيري وأنه ليس مقصورا على المسلمين في نظر الشارع، مما يؤثر على طبيعة العلاقة بين المسلم وغيره. - لا اعتبار بالفوارق العقدية في التصور الإسلامي للعمل الخيري، الأمر الذي يسهم في تمتين المشتركات الإنسانية المؤثرة في منطق الإعمار الكوني - الإحسان إلى غير المسلمين في المنطق الإسلامي يشمل الأقوال والأفعال، لما ينتج عن ذلك من آثار إيجابية على الإنسانية كلها - قوة المنطق الإسلامي في العمل الخيري ظاهرة في آثاره الواقعة والمتوقعة على الأفراد والمجتمعات على حد سواء.