يشهد العالم حديثا تطورا متسارعا ومتزايدا نحو اكتساب أحدث آليات تكنولوجيا المعلومات والاتصال والانتقال من الصناعات المادية بمختلف مدخلاتها، إلى الصناعة الفكرية والتي يطلق عليها مصطلح اقتصاد المعرفة. هذه الأخيرة شهدت دورا فعالا في تسريع مستويات التنمية المعرفية، لمالها من دورا مشهودا في دعم وتطوير التنمية الاقتصادية في مفهومها الكلي.
يتم قياس الاقتصاد المعرفي انطلاقا من مجموعة مؤشرات ومعايير محددة تساعد في إعطاء النموذج الأمثل الذي يساعد في خلق قيمة مضافة في مستويات التنمية الاقتصادية.
دراستنا لهذا الموضوع تشير إلى أن هناك عدد معتبر من المؤشرات وأن العديد منها يصعب قياسها بدقة كونها يرتكز على مفهوم كيفي سلوكي أكثر مما هو كمي، كما أنه لا يمكن ايجاد معيار شامل لجميع مكونات الاقتصاد المعرفي، وهو الأمر الذي نسعى إلى تحديد معالمه.
من خلال هذه الورقة البحثية سنحاول عرض بعض معايير قياس الاقتصاد المعرفي وطريقة استخدامها(الانتقال بالمعيار الكيفي إلى معيار مقاس كميا)، مع الإشارة إلى بعض النماذج المساهمة في الرفع من مستويات التنمية المعرفية والاقتصادية )نموذج KAM (.