الملخص
يعتبر مصطلح المواطنة من أكثر المفاهيم السوسيولوجية والسياسية تعقيدا، رغم أهميته في فهم الكثير من الظواهر والمشكلات السياسية والاجتماعية والثقافية لأي أمة. وتكمن أهميته في ارتباطه بالعلاقة بين الفرد والدولة وفي عكسه للعلاقات الجوهرية، المتمثلة في الولاء للوطن، والانتماء للجماعات السياسية، والهوية، والقانون، وحقوق وضوابط المشاركة السياسية، وحقوق الإنسان. وتنطلق قيم المواطنة من شعور الفرد بالاستقرار، والتوازن والأمان السياسي والاقتصادي، والعدالة الاجتماعية والانفتاح الثقافي والحضاري، وكرامة الإنسان، والدعوة للحرية والمساواة، وعدم المفاضلة بين الحقوق والواجبات. وعلى الرغم من ظهوره بصورة كبيرة عند الإغريق إلا أن النقاشات في مختلف الأوساط الشعبية والرسمية والإعلامية والأكاديمية لا يزال قائما حوله؛ مما يعطي مؤشرا على وجود تغير في العلاقة بين الفرد والدولة، من سياسة كانت قائمة على التبعيَّة والرعاية إلى فلسفة تستند إلى المواطنة الفاعلة والمشاركة.
وفي ضوء ما تقدم، تسعى الورقة الحالية إلى تتبع المراحل التاريخية لنشؤ فكرة المواطنة ومحاولة المقاربة بين التوجهات الغربية والإسلامية.
الكلمات المفتاحية: المواطنة، الغرب، الإسلام، الولاء، العدالة الاجتماعية، الحقوق، الواجبات.