ملخص
الشركات الأجنبية تحتل مكانة هامة في النشاط الاقتصادي الدولي، ومع العولمة وتحرير الاقتصاد أصبح لهذه الشركات إمكانية للتنافس الدولي وذلك عن طريق التوسع في الإنتاج لغرض السيطرة على أكبر جزء من السوق. هذه الشركات تتباين في استراتيجياتها بعيدة المدى، حتى تصبح قادرة على الاستمرار والبقاء والمنافسة. وهناك شركات الأخرى أصبحت تخطط لمستقبلها ونجاحها في البقاء والمنافسة بمدى مراعاتها واهتمامها للمجتمع وخدمته في إطار ما يعرف بالمسؤولية الاجتماعية، حيث أصبحت اليوم من أهداف هذه الشركات بصفتها وحدة من وحدات المجتمع في إطار التعاقد الإجتماعي الأخلاقي بين المجتمع من جهة وهذه الشركات من جهة أخرى، ويكون الترابط واضحاً من خلال معايير المسؤولية الاجتماعية التي تضبط نشاط هذه الشركات.
للإحاطة بالموضوع ، كان السؤال المحوري إلى أي مدى يمكن أن يؤثر تبني معايير المسؤولية الاجتماعية للشركات في عملية نشاط الشركات الأجنبية التي تعمل على الإستقرار في الدول المستقبلة لها؟. وتهدف هذه الدراسة إلى إظهار الأداء الإقتصادي للشركات الأجنبية من خلال دراسة الدور الذي تلعبه المسؤولية الاجتماعية من خلال معاييرها في توجيه أنشطة الشركات الأجنبية ودفعها نحو الأداء الجيد في الدول المستقبلة لها من خلال أخذها بعين الاعتبار للبعدين الاجتماعي والبيئي كأهم محددات لنشاطاتها في هذه الدول. وكان المنهج المستخدم في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي نسعى من خلاله إلى الإجابة على أهم عناصر الإشكالية، ومنهج دراسة الحالة من خلال استعراض عيينة من الأداء الإجتماعي لبعض الشركات الأجنبية في الجزائرية ، أين نجد أن بأن عيينة الشركات الأجنبية المدروسة تسعى قدر الإمكان من أجل الإلتزام الإجتماعي قصد ضمان بقاءها في مركز تنافسي في السوق