تشهد منظمات الأعمال تطورات في مختلف المجالات، أظهرت هذه التطورات تحديات خارجية عديدة تواجه تلك المنظمات في بيئة أكثر سرعةً وتنوعاً وتعقيداً، لذلك أصبحت أغلب منظمات الأعمال تبحث عن وسائل تمكنها من البقاء والإستمرارية والنجاح والتميز في ظل هذه التحديات، وهذا عن طريق الإهتمام بالبيئة الداخلية حتى تتلائم مع البيئة الخارجية؛ وقد أشارت معظم الدراسات إلى أن أغلب المنظمات الرائدة تدرك أن العنصر البشري فيها هو السبيل لتحقيق التميز، لذلك يُعد الركيزة الأساسية في نجاح وتقدم المنظمات ويتطلب هذا منها الإهتمام والتركيز عليه بما يملكه من معرفة ومهارة للقيام بأداء الأعمال بكفاءة وفاعلية؛ وإنطلاقاً من هذه الحقيقة أصبحت المنظمات تتبنى مفهوم التمكين الوظيفي للموظفين حيث يعد أحد الأساليب الإدارية الحديثة في مجال إدارة الموارد البشرية ويستخدم في تحسين الأداء، كذلك تُعد الثقافة التنظيمية من العوامل المؤثرة على الأداء، ويرى أغلب الباحثين أن من أهم العوامل اللأزمة لنجاح تمكين الموظفين هو مدى الإرتباط بقوة الثقافة التنظيمية، كما إن هناك أبعاد للثقافة التنظيمية تنطلق من داخل المنظمة وخارجها ومن هذه الأبعاد بُعد التفاوت في السلطة؛ وقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود مشكلات تعاني منها الثقافة التنظيمية في الدول النامية وخاصة الدول العربية، حيث أكدت على أن الثقافة التنظيمية السائدة هى ثقافة مختلطة بمجموعة متوارثة من العادات والتقاليد والتي لاتتفق مع أسس الثقافة الإيجابية؛ لذا فإن هدف هذه الدراسة هو البحث في أثر الثقافة التنظيمية والتمكين الوظيفي على أداء الموظفين في المدارس العربية في ماليزيا.