التفكير المنهجي ودوره في التنمية الفكرية للفرد

د.سلمى خبان

الملخص:
يعد موضوع التفكير المنهجي من المواضيع التي مازالت لم تبحث بشكل دقيق وموسع يستجيب لمطالب التواصل اللغوي ومقتضياته في الفهم والمعرفة، كما أن النظر الفلسفي والفكري لم يعمق نظره في جزئيات هذا الموضوع ودوره في إثارة ذهن الباحث الأكاديمي. لهذا الاعتبار، أجدني أطرق باب مستويات التفكير المنهجي، من أجل الانفتاح على فضاء أثار فضولي وفتح ما انغلق من أفكاري، وهو أمر في غاية الأهمية يحتاجه كل باحث في الولوج إلى منهج العلماء وطريقة تحليلهم للخطاب. وأقصد من ذلك التأكيد على المزاوجة بين المعرفة اللغوية والمعرفة الشرعية، وتوجيه الدرس اللغوي إلى مواصلة السعي نحو تحقيق الهدف الذي نشأ من أجله، ألا وهو خدمة القرآن الكريم، وخدمة بيانه،والإسهام في فهم النصوص الشرعية، وفي استثمار المبادئ العقدية والأحكام الشرعية والعملية منها قصد تطوير منهجيتها وفهم مقاصد خطابها. وإذا كانت الأهداف الأساسية للتفكير المنهجي تحقيق الفهم، وإنجاح التخاطب، والتنمية الفكرية، فإن هذه الأهداف لم تكن لتتحقق لولا وجود النص القرآني وارتباط خطابه باللغة العربية منذ نزوله. وقد حاولت أن أستجمع ما لدي من أفكار حول الموضوع في أبعاده النظرية والتطبيقية باحثة عن مظاهر التفكير المنهجي في الدراسات الإسلامية خاصة عند المفسرين والأصوليين لما تزخر به مصادرهم من مناهج تشكل قمة التطور الفكري، قصد الوصول إلى إطار عملي قد يفيد الباحثين المدققين أكثر مني في مادته العلمية، خاصة أن تراثنا يزخر بنماذج فكرية ستساهم في تطوير التنمية الفكرية للباحثين، فالتفكير المنهجي أصبح ضرورة معرفية لتحليل الخطابات والظواهر الاتصالية والاجتماعية.
الكلمات المفاتيح:التفكير المنهجي –المفسرون-الأصوليون-المناهج-الفهم-التخاطب