ملخص
يعتبر الاهتمام بالدراسات النفسية من أولى أولويات علماء التنمية البشرية، حيث يسهم ذلك بشكل مباشر في معرفة سلوكيات الإنسان وطرق التعامل معها. أما عن الذكاء الوجداني فيمكن اعتباره من ضمن آخر ما توصل إليه علماء النفس في نهاية القرن الماضي، وكان أول ظهور له على يد العالم الأمريكي دانيال جولمان، والذي عّرفه على أنه قدرتنا على معرفة مشاعرنا ومشاعر الآخرين وعلى تحقيق ذواتنا، وإدارة انفعالاتنا وعلاقاتنا مع الآخرين بشكل فعال. وقد كانت معالجة الموضوع من منظور غربي بحت، ويظهر ذلك في جل الدراسات التي اطلع عليها الباحث، لتأتي هذه الدراسة لتسليط الضوء على الذكاء الوجداني من منظور إسلامي لأهميته القصوى في التنمية البشرية عموما وفي المجتمعات الإسلامية خصوصا. وتهدف هذه الدراسة إلى إبراز أهمية الذكاء الوجداني ودوره في معرفة مشاعر النفس من أجل التحكم فيها وإدارتها وتوجيهها؛ للحصول على علاقات ناجحة بين الشخص ونفسه وبين الشخص وغيره، حيث يعزز فيه جانب الثقة في النفس، ويمكنها من اتخاذ القرارات بحكمة ودقة، وذلك تجنبا للنتائج الوخيمة التي قد تجر إلى ما لا يحمد عقباه. وسيحاول الباحث التركيز على ما ورد في القرآن الكريم من آيات وتفسيرها، والسنة النبوية الشريفة من أحاديث وشروحاتها، والتي تشير إلى موضوع الذكاء الوجداني،كما سيتم والرجوع إلىكتب اللغة، وكتب القدامى لدعم التعريفات والاستدلالات التي قد يحتاج إليها الباحث لمزيد من الدقة والوضوح، معتمدا في ذلك المنهج الاستقرائي والمنهج التحليلي للوصول إلى ما يرنو إليه، مستخدما الخطة التالية: مقدمة المبحث الأول: تعريف الذكاء الوجداني وأهم مبادئه وأهدافه في علم النفس المعاصر المبحث الثاني: مساهمة الذكاء الوجداني في التنمية البشرية من منظور إسلامي خاتمة: النتائج والتوصيات قائمة المصادر والمراجع