الملخص
ذلك أن الإسلام دين جلت حكمته لقوله تعالي (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) إن مفهوم الجودة حاضرٌ في كل تعاليم الإسلام بكل مضامينه وهو يمثل قيمة إسلامية وقد حث القرآن الكريم على الجودة الشاملة في كل الأعمال التي يفترض أن يقوم بها الإنسان لذلك إن محاولة الاستفادة من التطورات العلمية الحديثة أمر يطلبه الاسلام ويرغب فيه بل ويحث عليه انطلاقاً من أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها، ولكن لا يمكن أن تتحقق الاستفادة إلا إذا تمت المحاولة بوعي وإدراك, ولما كان نظام الجودة الشاملة هو خلاصة ما تميزت به النظريات المعاصرة، ولما يتميز به هذا النظام من نماذج تطبيقية فاعلة، ولما حققه من نجاحات متلاحقة في الكثير من المؤسسات الانتاجية و الخدمة في العديد من بلدان العالم, ولكون الجودة في الاسلام مبدأ إسلامياً مصدره الكتاب والسّنة والمنهج الإداري في الإسلام يتميز بالمرونة والانتفاع…فإن رؤية نظام إدارة الجودة الشاملة بمنظور إسلامي يعزز من أهمية هدا النظام ويزيد من فرص تطبيقه في المجتمعات الاسلامية, وقد ارتبط مصطلح الجودة في الإسلام بمفردات ومفاهيم أخرى ذات علاقة، ولعل من أبرز هذه المصطلحات الإحسان والإتقان, فالقرآن لم يترك مجالاً من مجالات الحياة إلا وتحدث فيه وإن لم يكن بالتفصيل فالسّنة شارحة وعلماء الأمة قال تعالى: "وما فرطنا في الكتاب من شيء". وحيت أن مفهوم إدارة الجودة الشاملة من أحدث المفاهيم الإدارية الذي تقوم فلسفته على مجموعة من الأفكار والمبادئ، والتي يمكن لأي إدارة أن تتبناها، وذلك من أجل تحقيق أفضل أداء ممكن، حيث تعيش الإدارة اليوم عصراً سمته التجديد والبحث عن مزيد من الكفاءة والإبداع، ويشهد العالم المتقدم تغيرات وتطورات سريعة ومتلاحقة في الميادين الاقتصادية والتقنية والاجتماعية، وهذا يستدعي نشوء مطالب ملحة على جودة الخدمات، والتركيز على فعالية هذه الجودة من خلال التركيز على تنفيذ إدارة الجودة الشاملة وفي هذا البحت سوف ندرس دور الثقافة الدينية في كيفيه تطبيق إدارة الجودة الشاملة داخل وزارة النفط الليبية.