الملخص
نعيش اليوم عصر رقمي يعلن عن تنوع المعرفة بحكم التطور الهائل للوسائل التكنولوجية، فنتج عنه تغيرا في جميع مجالات الحياة وخاصة في مجال التعلم، حيث تغيرت أهدافه ومجالاته وطرقه وأساليبه وظهرت مصطلحات ومسميات جديدة لطرق التعلم الحديث، منها: التعلم الالكتروني والتعلم المباشر والتعلم عن بعد والتعلم من خلال الموبايل وغيرها، وجميعها تبحث في توظيف التكنولوجيا الرقمية في عمليتي التعليم والتعلم.
لقد أصبح استخدام التكنولوجيا في الألفية الثالثة ضرورة تعليمية وديداكتيكية ارتبطت بحياة الطلبة المعرفية، الذين أمسوا مطالبون بمواكبة مسار التعلم الرقمي[1] بالاستفادة من إنجازاته ومكتسباته التكنولوجية، وهذا يتطلب استبدال البيئة التعليمية التقليدية التي تعتمد على الورقة والقلم كأساس لها في التعلم، ببيئة متطورة تستخدم التكنولوجيا الحديثة وتعمل على دمجها في فصولها، بحيث يتم اعتماد الوسائط المتعددة في عملية التعلم فتترجم الى ممارسات يومية تهم المتعلم وتأتي من واقع بيئته، فبدلا من أنماط التعلم المرتكزة على دور المعلم من خلال التعليمات والإرشادات المباشرة، تعزز التكنولوجيا ممارسات تعتمد على الحوار وإشراك المتعلم في سياقات مثيرة للاهتمام مثل التعلم بالاكتشاف وإدخال مهارة حل المشكلات التي تحقق التعلم النشط وتراهن على بناء مواطن فاعل في مجتمع المعرفة.
يتوجب علينا إذن التفكير في كيفية نقل المتعلم من أنظمة التعليم التقليدية التي تعتمد على المعلم والكتاب كمصدر أساسي للمعرفة إلى أنظمة التعليم الحديثة التي تستخدم التكنولوجيا من اجل تنمية المهارات العقلية واستراتيجيات البحث العلمي لدى المتعلمين وفق نظريات تربوية جديدة تسهم في إعداد المناهج وطرق التدريس مغايرة تستجيب لرهانات الألفية الثالثة، مراهنة على المعاصرة والمواطنة الرقمية بما يفرض إنشاء مناهج مرنة توافق احتياجات الطالب وميوله واهتمامه تصمّم وفق أسس ومعايير تربوية رقمية مثل استخدام الكتب التفاعلية المزودة بالوسائط الإلكترونية المصمّمة وفق المواصفات التقنية التعليمية حديثة المناهج للعمل على أجهزة، ووسائط التخزين المختلفة كالأقراص الصلبة أو المدمجة أو المحمولة.
[1]- Ahmad al-amrawi, al-didaktikbayna al-maarifa al-madrasiyawa al-maarifaalmoktasaba, majalatfadaattarbawiya, al-adadatalith, assana al-talitha, mares 1997
الكلمات المفاتيح: الديداكتيك – الرقمنة – التفاعـلية – إستراتيجيا التعلم – المواطنة الرقمية.